الأمراض والمس الروحاني
الأمراض الروحانية
الأمراض الروحانية وهي ثلاثة انواع: الصرع ؛ السحر والعين . وسنتناول كل منها بالتفصيل .
نبدأ بالصرع
الأمور التي نطق بها الوحي بدلالة أكيدة وشواهد عديدة مسألة الصرع وتخبط الجن للإنس ، ومن هذا المنطلق فسوف أعرًج على هذا الموضوع لأهميته وإلتقائه بأمور العقيدة ، وإرتباطه الوثيق بالرقية الشرعية ، ولإنكار فئة ليست قليلة وجود الجن أصلاً ، ناهيك عن إيذائهم وصرعهم وتلبسهم بالإنس
قال الدكتور عبد الكريم نوفان عبيدات : ( الصرع عبارة عن إختلال يصيب الإنسان في عقله ، بحيث لا يعي المصاب ما يقول ، فلا يستطيع أن يربط ما قاله وما سيقوله ، ويصيب صاحبه بفقدان الذاكرة نتيجة إختلال في أعصاب المخ ، يصاحب إختلال العقلي جوف المصروع ، فيتخبط في حركاته وتصرفاته ، فلا يستطيع أن يتحكم في سيره ، وقد يفقد القدرة على تقدير الخطوة المتزنة لقدميه أو حساب المسافة الصحيحة لها ، ومن مظاهر الصرع عملية التخبط في الأقوال والأفعال والفكر
( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 252 )
وتلك القضية مما تنازع فيها الناس ، فأثبت السلف وغيرهم صرع الجن للإنس ، وأنكر من غير السلف بل من الفلاسفة والمعتزلة ذلك ، وعزا المنكرون سبب الصرع نتيجة لتصاعد الأبخرة والأخلاط الرديئة إلى المخ فيصاب الإنسان نتيجة لذلك بحالة عصبية يفقد معها المصاب عقله فيتخبط في حركاته وتصرفاته.
المس لغة: مس الجن للإنسان
قال إبن منظور ثم أستعير المس للجنون كأن الجن مسته يقال به مس من جنون
( لسان العرب 6/218 )
المس اصطلاحا
( هو تعرض الجن للإنس بإيذاء الجسد خارجياً أو داخلياً أو كليهما معاً ، بحيث يؤدي ذلك لتخبط في الأفعال مما يفقد المريض النظام والدقة والأتاة والروية في أفعاله ، وكذلك يؤدي للتخبط في الأحوال . فلا يستقر المريض على حالة واحدة. )
قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين والمس إصطلاحا : أذية الجن للإنسان من خارج جسده أو من داخله أو منهما معاً ، وهو أهم من الصرع
( فتح الحق المبين – ص61 )
أدلة صرع الجن للإنس من السنة المطهرة
قال تعالى : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ( البقرة _ الآية 275 )
قال إبن كثير أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط
الشيطان له ، وذلك أن يقوم قياماً منكراً ( تفسير القرآن العظيم – 1/334 )
قال تعالى : ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون
( الأعراف – 201
قال إبن كثير ( ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه
(تفسير القرآن العظيم – 2/267 )